دوامة الديون | في الحضارة
Summary
TLDRنص الTRANSCRIPT يتناول موضوع الديون وتأثيراتها على الأفراد والمجتمع، من المشاكل الشخصية والتوتر النفسي إلى التأثير الاقتصادي الواسع. يتضمن النص حوارًا بين شخصين حول مشكلات الدين وتأثيره على الشخص الشخصي وعلاقاته، ويتضمن قصة شخص معين يعاني من الضغوط المالية وتأثيراتها على حياته الشخصية. يناقش النص أيضاً العلاقات بين الدين والثقافة والتاريخ والعلاقات الاجتماعية، وكيف أن العدالة في التعامل مع الديون يمكن أن تكون مهمة للتنمية والاستقرار الاجتماعي.
Takeaways
- 😔 الصراع الشخصي مع الديون يؤدي إلى توتر وقلق، كما يؤثر على الصحة العقلية والصنيعة الاجتماعية.
- 📈 تشير الدراسات إلى زيادة الموافقة على الانتحار في حالة الإفلاس مع مرور الوقت، مما يشير إلى العلاقات القوية بين الإفلاس والاكتئاب.
- 💳 الاعتماد على البطاقات الائتمانية والقروض يؤدي إلى زيادة مستويات الديون، مما يمكن أن يؤدي إلى أزمات شخصية واجتماعية.
- 🌐 التأثير السلبي للديون يعم على جميع الطبقات الاجتماعية، من الطبقة المتوسطة إلى الفقيرة، مع تداعيات متعددة على الحياة الشخصية والاجتماعية.
- 🏛️ ال习慣 القديمة في الJustinian قديمة قد تعكس ال习慣 الحديثة، حيث الفشل في السداد يؤدي إلى عقابات وعقوبات.
- 👥 ال习慣 الاجتماعية والقانونية تؤثر بشكل كبير على ال习慣 الشخصية، بما في ذلك الشعور بالذنب والفشل في السداد.
- 👩👧 ال习慣 الJustinian قديمة قد تعكس ال习慣 الحديثة، حيث الفشل في السداد يؤدي إلى عقابات وعقوبات، مما يؤثر على ال习慣 الشخصية.
- 👮♀️ الJustinian قديمة قد تعكس ال习慣 الحديثة، حيث الفشل في السداد يؤدي إلى عقابات وعقوبات، بما في ذلك السجن لغير القدرة على السداد.
- 💔 الJustinian قديمة قد تعكس ال習慣 الحديثة، حيث الفشل في السداد يؤدي إلى عقابات وعقوبات، مما يؤثر على الشعور بالضعف والضعف الشخصي.
- 🌍 الJustinian قديمة قد تعكس ال習慣 الحديثة، حيث الفشل في السداد يؤدي إلى عقابات وعقوبات، مما يؤثر على الJustinian في المجتمع.
- 🏦 الJustinian قديمة قد تعكس ال習慣 الحديثة، حيث الJustinian قديمة قد تعكس الJustinian في المجتمع.
Q & A
视频中提到的主角面临着什么样的经济问题？
-视频中的主角面临着银行债务问题，他被威胁要采取法律措施，但他声称自己没有账户，这表明他可能被错误地指控或者陷入了身份盗窃的困境。
主角为何被误认为是'شلبي'教授？
-视频中的对话暗示，可能是因为主角与'شلبي'教授有相似之处，或者是有人故意将债务问题归咎于他，导致了这一场误会。
视频中提到的'بلاستيشين'是什么？
-在视频中，'بلاستيشين'似乎是一种玩具或者游戏，主角提到它是作为一种娱乐工具，但同时也涉及到了金钱问题。
主角为何会提到他的土豆销售问题？
-主角提到他的土豆销售问题，可能是因为他在经济上遇到了困难，需要通过销售土豆来维持生计，这也反映了他的经济状况不佳。
视频中的主角是否遭受了身份盗窃？
-根据视频中的对话，主角似乎被误认为是另一个人，并且背上了不属于自己的债务，这暗示了他可能遭受了身份盗窃。
视频中提到的“الاعتفاد”是什么意思？
-“الاعتفاد”是一种自我放逐或社会排斥的行为，源自古代，指的是因经济困境而选择离开社会等待死亡的行为。
视频中提到的“وصمة الإفلاس”是什么概念？
-“وصمة الإفلاس”是指因债务问题而产生的社会和心理影响，包括失败感、罪恶感和责任感，这种现象在现代社会中仍然存在。
视频中提到的“الغارمات”是什么？
-“الغارمات”是指因债务问题而面临法律惩罚的女性，她们往往是家庭的支柱，因无法偿还债务而遭受监禁。
视频中提到的“وفاء”的故事揭示了什么问题？
-“وفاء”的故事揭示了个人在面临极端经济压力时可能采取的绝望措施，以及社会对这些行为的不公正对待。
视频中提到的债务问题与个人心理健康有何联系？
-视频中提到，债务问题不仅影响个人的财务状况，还可能导致心理问题，如失败感、罪恶感和责任感，这些问题可能会加剧个人的心理压力和困境。
Outlines
😡 تناقض الشخصية وصراع الدين
النص يحكي عن تناقض شخصي يعاني من الصراع بين المسئولية الشخصية والالتزام بالدين. يظهر الشخص يتحدث عن مشاعره السلبية بسبب الديون المالية التي يحملها، ويحاول من خلال الضحك الخارجي التعامل مع الوضع. يتحدث عن العلاقات الاجتماعية والمشاكل الشخصية التي يواجهها بسبب الديون، ويحاول بطريقة مawkish证明自己的尊严 وعدم الفشل، مما يتسبب في تناقض داخلي وصراع بين الرضا بالنفس و-denial of failure.
😔 التأثير النفسي للديون والتوتر الاجتماعي
يناقش النص التأثير النفسي للديون على الأفراد وكيف يؤدي الضغط المالي إلى توترًا في العلاقات الاجتماعية. يشير إلى الدراسة التي أجريت من قبل مايكل سوزا، التي تظهر زيادة الموافقة على الانتحار في حالة الإفلاس مع مرور الزمن. كما يناقش النص العلاقات بين الديون والتوتر الاجتماعي، وكيف يؤدي الفشل في السداد إلى وقوف الأفراد على الفشل والذنب والإخفاق.
😢 الصراع مع الديون وتأثيرها على الشخصيات الفقيرة
يتضمن النص قصة حقيقية عن سورية تسمى 'وفاء'، التي ت_FACE financial hardship و HOW DID SHE HANDLE IT. يصف النص الصراع الذي يواجهه الأفراد الفقيرة والطريقة التي يستخدمونها لمواجهة الديون، وكيف يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى النتائج السلبية مثل السجن. يناقش النص العدالة في التعامل مع الديون ومدى المسؤولية الاجتماعية والشخصية في التعامل مع الفشل في السداد.
😤 الصراع الداخلي بسبب الديون وتأثيرها على المجتمع
يناقش النص الصراع الداخلي الذي يعاني منه الأفراد بسبب الديون وكيف يؤثر ذلك على المجتمع. يتحدث عن الطريقة التي يستخدمها الأفراد لتجنب الإحساس بالذنب والفشل، وكيف يؤدي ذلك إلى تCSI في العلاقات الاجتماعية والصحة النفسية. كما يناقش النص التأثير السلبي للديون على الطبقة المتوسطة وكيف يؤدي الاعتماد على الائتمان إلى زيادة الديون والتوتر النفسي.
😒 التأثير الاقتصادي للديون على الأفراد والدولة
يناقش النص التأثير الاقتصادي للديون على الأفراد والدولة، وكيف يؤدي الاعتماد على الديون إلى تCSI في الموارد وانخفاض مستوى الخدمة向社会. يناقش النص الطريقة التي يستخدمها الدولة لسدد الديون وتأثير ذلك على المواطنين، وكيف يؤدي الفشل في السداد إلى تCSI في الوضع الاقتصادي للدولة. كما يناقش النص الحملات السياسية التي تطالب بإسقاط الديون للدول الفقيرة وتأثير ذلك على العدالة الاقتصادية.
Mindmap
Keywords
💡ديون
💡ائتمان
💡الفشل الشخصي
💡العدالة المالية
💡الانكماش الاجتماعي
💡الإفلاس
💡الأمان المالي
💡التحديات الاقتصادية
💡الاستقرار الشخصي
💡التحديات الشخصية
💡العلاقات الشخصية
Highlights
النقاش حول العلاقات بين الدين والصحة النفسية، وكيف يؤدي الفشل في السداد للشعور بالفشل والذنب.
التحليل البيئي للتأثير السلبي للديون على الأفراد ومجتمعهم.
المقارنة بين الممارسات القديمة للتعامل مع المفلسين والسياسات الحديثة.
الدور الذي يلعبه الائتمان والقروض في تعزيز الاستهلاك وتأثيره على الديون الشخصية.
التفاصيل حول التأثير السلبي للديون على العلاقات الشخصية والصحة العقلية.
التطورات الحديثة في الدراسة القانونية لرابطة الديون بالانتحار.
التحليل البيئي للتأثير السلبي للديون على الاستقرار الاقتصادي للفamilies.
النقاش حول التأثير السلبي للديون على الإنتاجية والسعادة الشخصية.
التفاصيل حول التأثير السلبي للديون على القدرة على العيش بطريقة محترمة.
التحليل البيئي للتأثير السلبي للديون على القدرة على العيش بحرية.
التفاصيل حول التأثير السلبي للديون على القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية.
النقاش حول العلاقات بين الديون والتوتر النفسي والقلق.
التحليل البيئي للتأثير السلبي للديون على القدرة على النجاح الشخصي.
التفاصيل حول التأثير السلبي للديون على القدرة على التعامل مع التحديات الشخصية.
النقاش حول العلاقات بين الديون والتوتر الاجتماعي والصراع.
التحليل البيئي للتأثير السلبي للديون على القدرة على المساهمة في المجتمع.
التفاصيل حول التأثير السلبي للديون على القدرة على التمتع بالحياة.
Transcripts
00:04والنبي يا عم، خلاص!
00:06أيوة!
00:10خُد نَفَسك!
00:11أنا كويس.
00:13أنا كويس.
00:14عايز إيه؟!
00:17انت فاكر إنك هتهرب منّي ولّا إيه؟
00:19يا ابني، !I don't even know who you are
00:23دي المستحقات اللي عليك للبنك.
00:25ولو ما اتدفعتش،
00:27هنتخذ إجراءات قانونية ضدك.
00:29طب ما تتخذ!
00:31إذا كان أنا أصلًا ما عنديش حساب!
00:33ليه؟ هو انت مش أستاذ "شلبي" برضه؟!
00:37يعني، بذمتك ودينك،
00:38دا منظر "شلبي"؟!
00:40بأقولّك إيه،
00:41أنا بألف على رجلي من الصبح بين شقق العمارة،
00:43وكُلّهم أجمعوا إن أنا آجي أسأل هنا.
00:46ما تبقاش تسمع كلامهم تاني يا سيدي، يلّا، اتكل على الله.
00:48- طب الورق طيب! - هأبقى أوصلهوله.
00:50- الورق طيب! أستاذ "شلبي"! - هأوصلهوله.
00:52الله!
00:53إيه الاصطباحة الزفت دي؟!
00:55إيه القرف دا يا عم "شلبي"؟!
00:59مِشِي؟!
01:00مِشِي؟
01:01إيه يا عم "شلبي"؟! انت مش كبرت على الكلام دا؟!
01:03بأقولّك إيه يا عم "شلبي"، أنا مش عايز مشاكل هنا،
01:04دا بيقولّك، هيتخذوا!
01:05يتخذوا إيه؟! دا كلام عبيط!
01:06الظاهر أنا اللي عبيط، عشان وافقت إنك تستخبى هنا!
01:09إخص عليك يا "محمد"!
01:10انت بتعايرني؟!
01:11يا راجل، دا أنا بأحب أساعدك في شغل البيت،
01:13دا أنا ديك النهار عاملّك صينية بطاطس كَلت ضوافرك وراها!
01:18وبعدين، الحق عليا إن أنا جايبلك الـ"بلاستيشين" بتاع الواد "مدحت"، عشان تلعب عليه؟
01:22يا عم "شلبي"، أنا مش قصدي والله!
01:24هو صينية البطاطس كانت من غير ملح، أينعم، بس كانت تتاكل.
01:27- وبأحب ألاعبك "بلايستيشين"، عشان بأكسَبك. - لأ!
01:29بس انت ما بتدفعش اللي عليك ليه؟! انت مش راجل حرامي ومقتدر؟!
01:32يا ابني! يا ابني، ارحموا عزيز قومٍ ذل!
01:34طب قولّي يا عزيز، إيه كل الديون دي؟!
01:37انت بتطلب حاجات Online كتير كدا ليه؟
01:39ما يكونش هو دا السبب في كل الصناديق دي؟!
01:41يا ابني، دي حاجات أساسية وبسيطة، عادي،
01:44تعالى، أوريك أنا جِبت إيه، تعالى.
01:50إيه دا؟! قطّاعة البطاطس العجيبة!
01:52بقى بذمتك دي حاجة أساسية؟!
01:54آه، طبعًا، أنا أساسي عندي قرمشة البطاطس،
01:56بتغسلني كدا من جوا!
01:58وإيه دا كمان؟ إيه دا؟!
02:02الصبّارة الراقصة؟!
02:03أهي حاجة بتسلّيني يا "محمد"،
02:05ما انت عارف خالتك أم "مدحت"،
02:06عندها الـDisc، وما بتعرفش ترقص.
02:07ودي بترقصلي ببلاش، ولوحدي،
02:09ودي بترقصلي ببلاش، ولوحدي!
02:11الله يجازي شيطانك يا عم "شلبي"!
02:12أنا نفسي بس أفهم انت عرفت سكة الـOnline دي منين؟!
02:17الوحدة صعبة يا "محمد"!
02:19وبعدين بقى، بلاش تقطيم بقى!
02:23أنا، بصراحة، عندي أزمة.
02:24أزمة إيه يا عم "شلبي"؟!
02:25وبعدين، إيه المصاريف دي كلها؟!
02:26دا انت كنت ولا "فريد شوقي" في "البخيل وأنا"!
02:28لا يا ابني، الأزمة اللي عندي أزمة نفسية.
02:31من ساعة ما "اتكنسلت" من العمارة، وأنا مش عارف أنا مين!
02:33بأصرف فلوس وخلاص!
02:34زمان...
02:36كنت ماسك العمارة.
02:37لكن دلوقتي، يا دوبك ماسك نفسي!
02:42عارف يا "محمد"،
02:43دا أنا كان عليا حتة مسكة!
02:45انت ليه محسسني إنك بتتحرش بالعمارة؟!
02:47الوحدة صعبة أوي يا "محمد"!
02:49خُش جوا!
02:50خُش جوا!
02:51مقطوع عنك الإنترنت!
02:59مقطوع عنك الإنترنت!
03:19صديقي الإنسان، مش تقولّي مبروك؟
03:21الحمد لله، ربنا كرمني أخيرًا، وجبت تلاجة جديدة!
03:24هتقولّي: "انت شكلها لعبت معاك وولعت والفلوس جريت في إيدك!"
03:27هأقولّك، أبدًا والله، صديقي الإنسان.
03:28التلاجة ما كانتش نافعة خالص!
03:30أنا كنت حتى قافلها بكُرسي!
03:31وكنت بأقول إحم قبل ما أخش عليها، ليكون فيه خضار كاشف بذره ولاّ حاجة!
03:35دي مش بس كانت بتبوّظ الأكل،
03:36لأ، دا أنا كنت بأحط فيها الخضار الني، يطلع مستوي!
03:39تقريبًا، كانت شغالة على وضع الفُرن!
03:41واللي زاد وغطّى بقى، إن النور قطع عليها وجه مرتين كدا،
03:44فقامت فقدت النُطق خالص!
03:46ما استحملتش شدة التيار!
03:47جالها سيولة في الفريون، وانسداد في الـ"فريزر" العلوي!
03:50يلّا، الله يرحمها!
03:51وكدا كدا، عمومًا يعني، أنا جبت التلاجة الجديدة بالتقسيط،
03:53عشان برضه ما تسرحش بخيالك،
03:55انت شايف سعر الأجهزة بقى عامل ازاي!
03:57سعر التلاجة دلوقتي، يحسسك إنك هتخزّن فيها هيروين، مش كابوتشا وخيار!
04:01ما أكدبش عليك، صديقي الإنسان، موضوع التقسيط دا مأرّقني جامد أوي برضه،
04:04من ساعة ما رُحت مضيت، واستلمت التلاجة،
04:06وبدأت أدفع كل شهر، وأنا بيجيلي كوابيس!
04:09خايف ييجي عليا يوم، ما أبقاش عارف أدفع.
04:11عارف لمّا تبقى في علاقة "توكسيك"، بس مش هتعرف تخرج منها إلا بعد سَنة ونُص؟!
04:14امبارح، حلمت إني مربوط في زرعة صبّار في الصحرا،
04:17وفيه نسر بيحوم حواليا في دواير،
04:19وكل شوية، ينزل يشد حتة من شعري، ويطير تاني.
04:21وأول امبارح، حلمت إن البوليس بيجري ورايا،
04:24وبيضرب عليا نار، وأنا بأضرب عليه نار،
04:26هأسكتله يعني، صديقي الإنسان؟!
04:27وبعدين، بأدخل أستخبى في محل، صاحبه بيطلَع مُخبِر، وبيسلّمني!
04:30والأسبوع اللي فات، حلمت إني كنت تاجر عربي في عصور الجاهلية،
04:33خسرت كل فلوسي، فقفلت عليا الباب أنا وأهلي،
04:36وفضلنا قاعدين مستنيين نموت من الجوع!
04:38أعتقد إن دا كان أسوأ كابوس فيهم!
04:40مش بس لأن الصورة نفسها مُقبِضة جدًا،
04:42يعني تخيل، تقفل باب بيتك، وتقعد تستنى لحد ما تموت!
04:45دي أسوأ طريقة انتحار في العالم.
04:47ما فيش رصاصة في سقف حلقك،
04:48ما فيش سيانيد تشربه،
04:49ما فيش نت تتفرج على Food Blogger، وتموت Overdose رخامة!
04:53لأ، هأقعد هنا كدا، وأستنى أموت من الجوع.
04:55شغّلنا بقى "نتفليكس" ولّا حاجة، عشان غالبًا، الموضوع هيطوّل!
04:58بس دا كمان أسوأ كابوس لسبب تاني، صديقي الإنسان،
05:00وهو إن دي ممارسة حقيقية فعلًا في العصور الجاهلية،
05:03والممارسة دي اسمها "الاعتفاد"،
05:05وهي الانتحار بالخروج للخلاء، أو اعتزال المجتمع وانتظار الموت.
05:09وكانت بتحصل في سنين المجاعة،
05:11أو لمّا تاجر مثلًا يخسر ماله كله،
05:13زي ما حصلّي في الحلم كدا،
05:14ويبقى مش عايز يتسول ولا يطلب من حد حاجة،
05:17لأن دي كانت عيبة كبيرة في حق التاجر العربي.
05:20وطبعًا، عيبة كبيرة في حقي برضه يعني.
05:22وعلشان كدا، "القرآن" قال لـ"قريش":
05:28والمعنى: إن ربنا باركلهم في تجارتهم يعني،
05:30علشان ما حدش فيهم يضطر يُضرب عن الطعام تاني،
05:33مش كل يومين بقى واحد يقفل خيمته ولّا بيته،
05:35ويعمل الجمل بتاعه على "وضع الطيران"، والناس ما تعرفش توصلّه!
05:38قد يُهيألك إن أنا جاي هنا أحكيلك عن ممارسة غريبة من أيام الجاهلية،
05:42بس المشكلة إن الدراسات الحديثة لحد النهاردة،
05:44بتلاقي علاقة مريبة ما بين الإفلاس والاستعداد للانتحار،
05:48كأننا لسة في الجاهلية عادي!
05:50في دراسة، عملها أستاذ القانون الأمريكي "مايكل سوزا"،
05:52سأل الناس فيها:
05:57الراجل "السوسة" دا سأل السؤال دا،
05:58مرة في 1983،
06:00ومرة في 1994،
06:02وبعدين، مرة في 2004،
06:03وبعدين، مرة في 2014.
06:05والنتيجة كانت إن الموافقة على الفكرة الغريبة دي،
06:08بتزيد مع الوقت، مش بتقِلّ،
06:09من 6.5% تقريبًا سنة 83 لأكتر من 12% في 2014.
06:14جزء من الأزمة اللي بتواجهها لمّا تكون مرتبط بأقساط أو مديون،
06:17بتكون بسبب إن الموضوع دا بيهدد أمانك،
06:20لكن كمان، فيه إحساس جامد كدا بالفشل والذنب والإخفاق،
06:23لو ما عرفتش تلبّي التزاماتك المادية.
06:25الظاهرة الغريبة الممتدة من أيام الجاهلية لحد المجتمع الأمريكي الحديث دي،
06:29بنسمّيها "وصمة الإفلاس"،
06:31دراسة "سوزا" لقت إن كل ما دخل الإنسان بيزيد،
06:34كل ما كان شايف أكتر إنه مقبول أو طبيعي
06:37إن هو ينتحر في حالة الإفلاس،
06:38وكل ما تبقى من طبقة أعلى،
06:40وكل ما تبقى متعلّم أحسن،
06:41كل ما بتوافق أكتر على وصمة الإفلاس.
06:44شوف يا أخي، أول مرة نعيم الجهل يكسب لعنة الوعي!
06:47لكن هل فيه أي علاقة حقيقية بتربط وصمة الإفلاس الحديثة دي
06:50بالوصمة بتاعة الجاهلية؟
06:51يعني، هل دي حاجة محفورة في الطبيعة البشرية نفسها؟
06:54أقولّك، ما تستعجلش، صديقي الإنسان، انت عليك أقساط ولّا إيه؟!
06:57لو الوفاء بالديون، بيحطوا على الإنسان الضغط دا كله،
07:00ولو الإفلاس بييجي معاه وصمة كدا، ممكن توصّل لدرجة الانتحار،
07:03فدي مشكلة كبيرة،
07:04لأن العالم النهاردة بقى معتمد على الديون أكتر من أي وقت قبل كدا في التاريخ.
07:08يعني، على المستوى الشخصي،
07:09انت غالبًا، فيه حاجات كتير مش هتعرف تشتريها، لو مش معاك Credit Card،
07:13وما فيش أنظمة تمويل استهلاكي،
07:15اللي هما بيخلّوك تقسّط اللي انت عايزه دُول، وتدفع أده مرتين فوايد!
07:18أستاذة الأنثروبولوجيا الأمريكية، "بريت ويليامز"،
07:20بتقول في كتابها، "ديون للبيع"،
07:22إن المؤسسات المالية في الوقت الحالي
07:24بتحفز الرغبة الاستهلاكية عند الناس،
07:26وتشجعهم إن هما يشتروا أكتر،
07:28ودا عن طريق إتاحة الائتمان أو الـCredit لقاعدة أكبر من المستهلكين،
07:32وبتدّيهم تسهيلات كبيرة جدًا
07:34في سبيل إن هما يضغطوا نفسهم ويشتروا حاجات أغلى،
07:36وبالتبعية، يبقوا معتمدين على المؤسسة دي برضه.
07:38يعني، تبقى قاعد في حالك كدا،
07:40تلاقي مندوب البنك بيتصل بيك،
07:41بيقولّك: "سلام عليكم! مش عايز تتداين يا عميل؟"
07:43"ويليامز" بتحكيلنا ازاي إن البنوك في الستينات والسبعينات
07:46كانت بتدّي Credit Cards بس
07:48للعُمَلا اللي بيكونوا واثقين إن هما هيقدروا يسددوا أقساطهم بشكل سلس.
07:52لكن اتضح إن دا بيعمل مشكلة للبنوك دي،
07:54لمّا بيكون العميل قادر إن هو يسدد كل ديونه في مواعيدها،
07:58لأنه لمّا بيكون العميل قادر يسدد كل ديونه في مواعيدها،
08:01لأنه أصلًا ميسور أو مقتدر،
08:03فدا بيخلّيه يدفع فوايد أقل بكتير، وجايز ما يدفعش فوايد أصلًا،
08:06وبالتالي، مش بيحقق ربح للبنك.
08:08فبدأت البنوك بالتالي تسوّق الـCredit Cards بتاعتها دي
08:11على نطاق أوسع شوية،
08:12وتطلّعها لأشخاص Already عندهم التزامات وأعباء مادية مش قليلة،
08:16ودا هيضمن حاجتين،
08:17أولًا، إن الناس دي مش هيقدروا يسددوا الفلوس كلها مرة واحدة، من غير فوايد خالص،
08:22والحاجة التانية، إنهم غالبًا أشخاص مسئولين،
08:25عندهم بيت وعيلة مثلًا يعني،
08:26بما إنهم بالفعل متحملين أعباء مادية كبيرة حاليًا،
08:29فدا معناه إنهم هيضغطوا على نفسهم على أد ما يقدروا،
08:32ويسددوا الأقساط بالفوايد.
08:34شوف يا أخي الفكر المنوفي الصهيوني!
08:35بسبب التوسع الكبير دا في الائتمان،
08:37ناس كتير بدأت تلجأله، عشان يغطيها في أوقات الأزمات،
08:40خصوصًا في فترة كانت الأجور فيها ضعيفة وتكاليف المعيشة عالية،
08:43ودا خلّى الناس اللي محتاجة دعم مادي أكتر من غيرها،
08:46عُرضة بسهولة إنها تُقَع في فخ الائتمان دا،
08:48وتلاقي حياتها كلها بقت مرهونة للفوايد وللأقساط،
08:51تكلم صاحبك، تقولّه: "يلّا يا ابني نروح السينما ولّا ناكل أكلة حلوة."
08:54يقولّك: "معلش والله، أنا Out! بأدفع أقساط الفترة دي."
08:57خصوصًا، بالنسبة للطبقات الوسطى،
08:58اللي بتحس إن مستوى معيشتها بيسوء بسبب الأزمات الاقتصادية،
09:02وإنهم مش عارفين يشتروا الحاجات اللي كانوا بيشتروها قبل كدا،
09:04أيام ما كان الدولار بـ5 جنيه، صديقي الإنسان،
09:06والـ"مرسيدس" بـ200 ألف جنيه.
09:08فاكرها الأيام دي؟! كانت أحلى أيام! يلّا، مش مشكلة!
09:10فيه هنا مشكلتين،
09:11الأولى، إن بسبب التوسع دا في الائتمان،
09:14كل ما كان الشخص المعتمد على القروض والديون شخص أفقر،
09:17كل ما هيضطر إنه يدفع فوايد أكبر،
09:19ودي حاجة قد تبدو غريبة ومش منطقية خالص،
09:21لكنها بالنسبة للبنوك كانت شيء منطقي جدًا وعادي.
09:25المشكلة التانية، إن الائتمان في وقت الأزمات الاقتصادية،
09:28عمره ما بيرجّع الناس لمستوى معيشتها الأقدم ولا حاجة،
09:30وإنما على العكس، بيدخّلهم في دايرة من الديون،
09:33بتتضاعف مسئولياتهم ويتحط عليهم ضغوط أكبر بكتير
09:36مع الوقت، من قبل كدا.
09:37يعني، أنا اشتريت مثلًا دلوقتي "موبايل"، بُكرة عايز AirPods،
09:40بعده، عايزله الـSmart Watch بتاعته،
09:42أصل عيب أمشي بـ"الموبايل" سادة كدا!
09:43"ستيف جوبز" يتعذب في قبره!
09:45"ويليامز" بتحكيلنا إن البنوك ما وقفتش هنا،
09:47دا كمان جت في التسعينات، وقررت إنها توسّع الدايرة أكتر،
09:50علشان يبقى الطلاب قادرين إن هما يطلّعوا Credit Cards،
09:54وعشان فئات أوسع بكتير من الناس تبقى قادرة تاخد قروض،
09:57سواء لشرا عربية، أو شقة، أو لأي هدف تاني.
10:00"ويليامز" كمان، بتشرحلنا الوصمة اللي بتيجي مع الديون والتعسر في سدادها،
10:04الإنسان بيبدأ يحس إن الفلوس اللي هو صرفها دي
10:06مش بتعبّر عن مستواه المادي الفعلي،
10:08لأنه مش قادر يسددها،
10:10وإنه لمّا كان قاعد يصرف يمين وشمال من الـCredit Card، بيجيب أجهزة بالتقسيط،
10:14كان في الواقع عايش حياة مش بتاعته،
10:16والتبعية النفسية والمادية للإحساس دا بتكون سيئة جدًا،
10:19وبيبدأ الشخص المديون دا إنه يحارب عشان يثبت إن دا مش حقيقي.
10:23وعشان يحافظ على كرامته،
10:24ويثبت لنفسه إنه عايش في الطبقة بتاعته عادي،
10:27وإن الحاجات اللي اشتراها دي، هو كان يستحقها.
10:29وممكن في سبيل دا،
10:30ييجي على جوانب كتير من حياته وعلاقاته الاجتماعية وصحته النفسية،
10:34بس عشان يتجنب الإحساس بالذنب ناحية الالتزام اللي فشل في تأديته.
10:38أنا كل دا بأكلمك عن الطبقات المتوسطة بس،
10:40الناس اللي عايزة تروّق على حالها بشوية استهلاك،
10:43أو شايلة Credit Card، عشان يبقى فيه أمان وقت الحاجة.
10:48بس لمّا تنزل تحت الطبقة المتوسطة بشوية،
10:50هتلاقي نظام تاني خالص للديون،
10:52الناس فيه مش بتاخد فلوس من البنك،
10:54لأ، دا بتستلف من بعض،
10:55وتمضّي نفسها على وصولات أمانة وكمبيالات.
10:57خلّيني أحكيلك مثلًا، قصة ست مصرية اسمها "وفاء"،
11:00"وفاء" دي ست غلبانة في الأربعينات،
11:02وكانت هي المسئولة الوحيدة عن رعاية وخدمة أمها المريضة.
11:06في مرحلة ما، الست أم "وفاء" صحتها اتدهورت جدًا،
11:08وبقت محتاجة تعمل عملية،
11:10فـ"وفاء" اضطرت إنها تبيع بيتها، اللي جابلها 32 ألف جنيه في 2016،
11:14ونقلت في أوضة صغيرة في جزيرة "القُرصاية"، وعاشت بالإيجار،
11:17وخدت فلوس البيت اللي هو كان ساعتها كل ما تملكه في الحياة،
11:20ودفعته عشان تعالج والدتها في مستشفى "قصر العيني"،
11:23لكن الفلوس خلصت في أقل من شهر،
11:25ولقت "وفاء" نفسها محتاجة 10 آلاف جنيه كمان،
11:28عشان تعرف تكمّل العلاج،
11:29قامت عملت حركة بتتعمل أحيانًا كدا في الظروف اللي زي دي،
11:32وهي إنها اشترت أجهزة كهربائية بالتقسيط،
11:34على أمل إنها تبيعها على طول يعني،
11:36وتسدد الفلوس بتاعتها بالقسط،
11:38وبالفلوس اللي باعتها بيها دي، تعالج أمها.
11:40لكن الأمور ما مشيتش بالصورة المأمولة،
11:42أم "وفاء" اتوفت،
11:43و"وفاء" نفسها ما قدرتش تتحمل الإيجار والأقساط مع بعض،
11:46واتعثرت في السداد، وانتهى بيها الحال في السجن!
11:49قصة "وفاء" دي هي قصة من القصص اللي الناس بيقولوا عليها "الغارمات"،
11:53اللي هما في أغلب الأحيان بيكونوا ستات مسئولين عن إعالة أُسَرهم،
11:56وبيضطروا يستلفوا، ومش بيعرفوا يسددوا،
11:59وبيدخلوا يقضّوا عقوبة جنائية في السجن، كأنهم مجرمين بالظبط!
12:02مع إنهم، كما هو واضح يعني، ما كانش فيه قُدّامهم اختيارات أصلًا،
12:06يعني، ممكن الواحد يعتبر إن محاولة "وفاء" لإنقاذ أمها دي بكل الحِيَل،
12:10والبحث عن حلول والضغط على نفسها،
12:12كل دي أعمال نبيلة تستحق الاحترام أصلًا والثناء،
12:15لكن بسبب وقوعها في مصيدة الدين وعدم قدرتها على الوفاء بيه،
12:19فالقانون بيتعامل معاها كأنها سرقت مثلًا أو اختلست مال عام،
12:23القانون بيحمّل الشخص المديون دا مسئولية الوفاء بالدين،
12:26مهما كان الشخص دا مغلوب على أمره وما عندهوش اختيارات أو بدائل.
12:29الموقف الصارم دا من الديون،
12:31هو وجه آخر لوصمة الإفلاس،
12:33اللي كنت بأكلمك عنها من شوية، صديقي الإنسان...
12:39واللي بتفترض إن كل إنسان عليه دين،
12:41فالدين دا مسئوليته ممكن تبقى أهم من حياتك انت شخصيًا،
12:44وممكن دا يكون مفهوم شوية بالنسبالنا
12:46في حالة الـCredit Cards والطبقات المتوسطة
12:48والناس اللي بتستلف علشان تجيب عربيات مثلًا،
12:50أو عشان تعيش في نمط حياة أعلى بشوية.
12:52لكن لمّا بنشوف قصة زي قصة "وفاء" دي مثلًا،
12:54بنحس إنه، لأ، فيه مشكلة!
12:56لأن الإنسان لمّا يكون ما عندهوش أي اختيارات غير الاستدانة،
12:59يبقى ازاي يتحاسب؟!
13:00مش المفروض المسئولية برضه بتفترض حرية الاختيار؟
13:03لكن الحقيقة إن علاقة الإنسان بالدين طول التاريخ،
13:06كانت حرية الاختيار مسألة هامشية جدًا وما لهاش أي علاقة بالموضوع،
13:10والإهانة اللي اتعرضلها المفلسين في العصور الأقدم،
13:12هتخلّي السجن أصلًا يبان بالنسبالك حاجة طيبة جدًا!
13:15المجتمعات القديمة، قبل القرن الـ19،
13:17الشخص المفلس كان ممكن يتعرّض إن كل ممتلكاته تتصادر،
13:21أو يتحول لعبد عند الشخص اللي سلّفه الفلوس،
13:24أو يدّي ولاده كعبيد للشخص دا،
13:26يعني، "مش هأعرف أدّيك الفلوس دلوقتي،
13:27بس ممكن أسيبلك (أنس) و(فريدة) لحد ما ربنا يسهلها!"
13:30أحيانًا العقوبات دي كانت بتشمل حرق
13:32أو قطع أجزاء معيّنة من جسم الإنسان، أو حتى القتل،
13:35الممارسات دي كلها كانت بتساهم
13:37في بناء الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالإفلاس دي،
13:40الدول مثلًا اللي استخدمت عقوبات التشهير العلني والإذلال
13:43للناس اللي ما كانتش بتقدر توفّي بديونها.
13:45وأحيانًا، كانوا بيتاخدوا عريانين للساحات العامة،
13:48ويتضربوا ويتهانوا قُدّام الناس،
13:49وأحيانًا، عقوبتهم كانت بتبقى النفي،
13:51أو إنهم يلبسوا طواقي بلون مميز، عشان الناس تعرف إنهم مُفلسين.
13:54دلوقتي، انت مش محتاج تلبس طاقية بلون مميز،
13:57عشان الناس تعرف إنك مُفلس، صديقي الإنسان، بيبان على وشك!
13:59تلاقي المُفلس وشه مخضر كدا، شَبَه الـCredit Card بتاعته!
14:02فين وفين بقى، لمّا بدأوا المفلسين يتعاقبوا بالسجن،
14:05وكان السجن دا في ظروف قاسية جدًا،
14:07وأحيانًا، لمدة مش محددة،
14:08وبعدين، مع تطور القوانين وإلغاء العقوبات في المجتمعات الحديثة،
14:12فضلت برضه الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالإفلاس شغالة،
14:15لأنها بتفضل مهمة جدًا في إجبار الناس على الوفاء بديونهم،
14:19بدافع الشعور بالذنب والعار لو فشلوا في السداد.
14:22"فريدريك نيتشه" في كتابه عن "أصل الأخلاق"،
14:24بيقول إن المشاعر الأخلاقية كلها، أصلًا يعني،
14:27بما في ذلك الإحساس بالذنب والإحساس بالواجب،
14:29وكل المشاعر اللي بتحرك الواحد، علشان يعمل الصح أو يتجنب الغلط،
14:33كلها مشاعر مبنية في الأصل على علاقة الدائن بالمَدين.
14:37يعني مثلًا، الإنسان زمان كان عايش عادي، ولا على باله،
14:40لحد ما قرر شخص ابن... إنه يوعد شخص تاني بشيء ما،
14:44فبقى مدين للشخص دا،
14:45ولأن الدين دا ما فيش شيء يضمن سداده،
14:47لجأ الدائن دا لأسوأ أنواع الإهانة والعنف والإيذاء،
14:51عشان يجبر المدين على الوفاء بدينه ويفكره بيه.
14:54والعنف دا اتحفر في الذاكرة الجمعية للبشر،
14:56وهو اللي شكّل شعور الإنسان الداخلي بالضمير وإحساسه بالواجب.
15:00يعني تخيل، صديقي الإنسان، لو ما كانش جدودك مديونين زمان،
15:03ما كانش بقى عندك ضمير!
15:04"نيتشه" يقصد إن المجتمعات البدائية
15:06باستخدام العنف ضد الأشخاص المدينين،
15:08خلقت الإنسان الأخلاقي،
15:09ودا عن طريق حفر الواجب دا في ذاكرته،
15:12بأعنف الطرُق وأكثرها وحشية.
15:14فكّر فيها، صديقي الإنسان،
15:15ما هو انت دلوقتي مثلًا، البنك بيعملّك Credit Score،
15:17عشان يشوفك تستاهل تاخد قرض ولّا لأ،
15:19بس قبل الـCredit Score دا،
15:21كان الإنسان هياخد الثقة الضرورية اللي تسمحله إن هو يستلف ازاي؟
15:24كان بيضطر ساعتها إن هو يرهن حاجة عزيزة عليه،
15:27أحيانًا، كانت بتبقى نفسه هو شخصيًا،
15:29إنه يتحول لتابع أو عبد للدائن دا،
15:32أو إنه يرهن مراته للدائن مثلًا.
15:34أنا أعرف ناس تحب تعمل كدا أوي!
15:35"نيتشه" كمان شايف إن الراحة وعلاقات الدين دي،
15:38هي اللي قامت عليها الأديان نفسها،
15:40لأن في الأديان، الإنسان بيرهن روحه
15:43مقابل إنه يعيش حياته على الأرض،
15:44اللي هي حياة مستعارة من الإله،
15:46وبالتالي، فالإنسان المتدين مديون،
15:49وأظن العلاقة بين الكلمتين أصلًا واضحة بالعربي.
15:51بس الاقتصاد الحديث مش بيستخدم العنف والتعذيب،
15:54وعمره ما هيطلب منك إنك ترهن مراتك عند البنك عشان تاخد قرض،
15:57مع إن رجالة كتير هتحب دا يحصل!
15:59بس الفيلسوف الإيطالي "ماوريتسيو لازاراتو"
16:01شايف إن النظام الاقتصادي الحديث
16:03ما زال بيعتمد على تقنيات نفسية مؤذية جدًا،
16:06علشان يخلق عند الإنسان الإحساس بضرورة سداد دينه،
16:09وأهم التقنيات دي هي الخوف من الفضيحة ووصمة الإفلاس...
16:15وإن الناس تحس بالذنب والعار والدونية،
16:18لو ما قدروش يوفوا بديونهم.
16:20علشان كدا، جزء من قضية الغارمات مثلًا،
16:22زي قصة "وفاء"، اللي حكيتلك عليها من شوية دي،
16:24بتكون في الوصم الاجتماعي اللي بتحس بيه واحدة من الستات دُول،
16:27حتى بعد ما تخرج من السجن،
16:28إحساس بإن الناس بتحكم عليك
16:30لأنك مش بس معاكش فلوس عادي،
16:32لأ، دا انت معاكش فلوس، لدرجة إنك دخلت السجن!
16:34والإحساس دا كان بيزوّد تهميش الستات دُول،
16:37وممكن يخلّي وضعهم أسوأ كمان بعد الخروج من السجن.
16:39طب انت ملاحظ، صديقي الإنسان، إن الكلام دايمًا عن الغارمات،
16:43معظم الوقت يعني، مش عن الغارمين؟
16:45يعني دايمًا، الغارمات اللي هما الستات، مش رجالة؟
16:47أهو دا بسبب نفس الموضوع برضه.
16:49لأن الموضوع أصعب بالنسبة للرجالة،
16:51إنهم يشوفوا نفسهم موضوع للشفقة بسبب الإفلاس،
16:54لأن الراجل، صديقي الإنسان، ما يعيبهوش غير جيبه،
16:56مش مشكلة أخلاقه أو شهادته، أو حتى دقنه اللي مش كاملة!
16:59وبالتالي، حصل تواطؤ اجتماعي،
17:01على إن الكلام على إفلاس الرجالة عمومًا يبقى أقل، ويا ريت لو نتجنبه خالص.
17:05كمان، الغارمات عليهم ضوء أكبر،
17:07بسبب إن الستات اللي بيضطروا يعيلوا أُسَرهم،
17:09بيكون عادةً وضعهم أسوأ،
17:11لأن فيه احتمال أكبر إنهم ما يقدروش يشتغلوا،
17:13ولو اشتغلوا، يشتغلوا بأجر أقل،
17:15وبشكل عام، هيكونوا أفقر وعُرضة أكتر للوقوع في دوامة الديون.
17:18قضية الغارمات تُعتبَر شكل من أشكال ديون الأسَر،
17:21ودي ظاهرة منتشرة جدًا على مستوى العالم.
17:23معهد التمويل الدولي بيقول إن ديون الأُسَر في 2020،
17:26مع عزل الكورونا، وصلت لـ47 تريليون دولار،
17:28اللي هما حوالي 60% من إنتاج الناتج العالمي كله.
17:32فيروس الكورونا كان من الحاجات اللي ساعدت على ارتفاع المديونيات بالشكل الكبير دا،
17:36بعد ما ناس كتير سابت شغلها وساعات العمل بتاعتهم قلّت،
17:38والوضع كان أسوأ بكتير في الدول النامية اللي زي حالاتنا كدا،
17:42لأن الأُسَر بتلاقي نفسها في صراع مش بيخلص،
17:44عشان تسد الفجوة ما بين تكاليف المعيشة
17:47وما بين الدخل اللي مش بيكفّي،
17:48ويضطروا بطبيعة الحال للاستدانة.
17:50عشان كدا، ديون الأُسَر المصرية في 2003،
17:53كانت 5.7 مليار دولار،
17:54وفي 2022، وصلت لـ40.3 مليار دولار،
17:58وكالعادة، الأُسَر الأفقر هي اللي بتعاني أكتر في الظروف اللي زي دي،
18:02أولًا، لأنها بتكون مضطرة أكتر من غيرها إنها تستلف،
18:05لأن التكاليف بتزيد عليها بصورة أكبر،
18:07وثانيًا، لأنها لمّا بتستلف، بتدفع فوايد أكبر،
18:09بسبب إنها بتضطر تقسّط على فترات أطول.
18:12أستاذ القانون "جوزيف سبونر" في كتابه "الإفلاس"،
18:14بيشرحلنا إن فيه أسباب كتير نفهم منها ارتفاع ديون الأُسَر،
18:18منها إن الناس مش بتقبض كفاية أصلًا، عشان تواجه تكاليف المعيشة،
18:21ومنها سياسات التقشُّف اللي بتتبعها الدول،
18:23واللي بتأدي لتخفيض الإنفاق على الخدمات العامة زي التعليم والصحة،
18:27وتحط الأعباء دي على الناس اللي بتضطر إنها تستلف،
18:30علشان تاخد الخدمات دي بصورة كويسة.
18:31نظام الائتمان بيقدّملنا وعد أو أمنية ببداية جديدة،
18:35أو إننا هنقدر نحقق رغباتنا،
18:37سواء كانت رغباتنا دي بس إن الدنيا تفضل مستورة،
18:40أو كانت رغبات استهلاكية أكتر.
18:41لكن الديون كمان بتعمل حاجة مهمة جدًا،
18:44وهي إنها بتتحكّم في مستقبلنا.
18:49الاقتصاد اللي قايم على الديون هو اقتصاد متجه ناحية المستقبل،
18:52يعني، انت بتروح تاخد قرض مثلًا،
18:53عشان القرض دا بيوعدك بإن مستقبلك
18:56هيكون مختلف عن اللحظة اللي في الحاضر دلوقتي،
18:58وفي نفس الوقت، لمّا بتوقّع على القرض دا،
19:00فانت بترهن مستقبلك،
19:01لأنك بقيت ملتزم تجاه البنك أو المؤسسة دي،
19:04بإنك تشتغل سنين طويلة جاية،
19:05علشان تسدد تمن القرض اللي انت أخدته دا.
19:07ودا معناه إن النظام الاقتصادي اللي قايم على الديون
19:09مش بس بيحاول يشغّلك ويخلّيك تنتج في اللحظة اللي انت فيها دلوقتي،
19:13عشان يستفيد من شغلك يعني،
19:14لأ، دا كمان بيشتري منك شغلك لـ5 و7 سنين مقدمًا،
19:18وبيدخّل مستقبلك في دايرة سُلطته،
19:20وأحيانًا، مش في حياتك لوحدك،
19:22لكن في حياة عيالك وأحفادك كمان،
19:23لأن الناس بتتحمل تكاليف الديون العامة للبلد،
19:26اللي هما عايشين فيها.
19:27فلو انت عايش في بلد بتستلف يمين وشمال،
19:30حتى لو انت في حالك وما خدتش قروض ولا طلّعت Credit Cards
19:33وما بتصرفش غير على أدك،
19:35فالدين العام دا بيبقى في رقبتك ورقبة عيالك برضه،
19:37لأنه هيفضل يتسدد من ضرايبك ومن الخدمات اللي الدولة بتقدمهالك.
19:41مش بأقولّك، صديقي الإنسان، كلنا مديونين!
19:43في "فرنسا" مثلًا دلوقتي، كل طفل بيتولد، مديون Already بـ22 ألف يورو،
19:47ولا كَل بيهم "سيريلاك"، ولا اشترى بيهم سكّاتات،
19:49ولا عمل أي حاجة، هو بيتولد مديون كدا!
19:52تخيل تيجي الدنيا مديون، صديقي الإنسان!
19:53إيه الوضع ابن الـ...!
19:54طب الدين اللي انت اتولدت لقيته في رقبتك دا،
19:56بتحاسب عليه ازاي؟! هأقولّك أنا.
19:58طريقة من الطرُق إن الدولة بتبدأ تبيع أصول البلد نفسها،
20:01اللي هي المفروض بتاعتك، وتدّيها لمستثمرين أجانب،
20:04وبعدين، المستثمرين الأجانب دُول ييجوا يشغلوا الأصول دي ويبيعولك خدماتها،
20:08فيبقى المستثمر استثمر، والدولة سدّت دينها،
20:11وانت اتاخدت منك الأصول دي، وبعدين، بقيت قاعد تدفع،
20:13ودا لو كنت قادر تدفع طبعًا!
20:15لأنه غالبًا، مش كل الناس هتقدر تستهلك السلع والخدمات الجديدة دي،
20:18يعني خلاص، ما بقيتش بتاعتك بأي شكل من الأشكال،
20:21وجايز ما تعرفش تعدّي من جنبها كمان،
20:23انت عيّل فقري، صديقي الإنسان!
20:25حد قالّك تتولد في "فرنسا"؟! كنت تتولد في "الخليج".
20:27كان زمانك راكب Range Rover، وعندك اتنين فلبينيين بيخدموك!
20:31ما فيش شك إن نظام الديون والإقراض هو حاجة أساسية جدًا في الاقتصاد العالمي،
20:35من غيرها، ممكن ما كناش نشوف حاجات كتير كويسة،
20:37وما فيش شك برضه إن كتير من الدول النامية
20:40قدرت تستخدم القروض دي عشان تبقى أقوى اقتصاديًا
20:42وما كانش ممكن أبدًا إنها تقوم على رجليها من غيرها.
20:47بس كتير العكس برضه هو اللي بيحصل،
20:49مش بس إن القروض بتزيد جدًا على الدولة،
20:52لدرجة تخلّيها تضطر تضحي بالكتير من الخدمات اللي بتقدّمها للمواطنين،
20:55عشان بس تقدر تسدّ خدمة الدين،
20:57لكن المشكلة كمان إن الدول دي لمّا بتفلّس،
21:00الناس العاديين هما اللي بيتلاموا بنفس طريقة وصم الإفلاس،
21:04شُفنا دا بيحصل في "اليونان" مثلًا
21:05بعد الأزمة العنيفة في 2016 وعجزها عن سدّ الديون،
21:08بدأت الصحف تتكلم عن الإنفاق غير المسئول لليونانيين
21:11وازاي إنهم بيصرفوا أكتر ما بينتجوا.
21:13مع إن الأكيد إن ما فيش مواطن يوناني عادي نقدر نحمّله مسئولية الإفلاس،
21:17وإنما الموضوع بيبقى سياسات الدولة نفسها واختياراتها الاقتصادية.
21:21ممكن نظرتنا للمدينين والناس اللي بتفلّس تتغير شوية،
21:24لو حطينا في اعتبارنا ازاي سوء الحظ
21:26والظروف القدرية السيئة اللي الناس مش بتختارها
21:28ممكن تاخد الحياة في مسارات غير متوقعة،
21:30وإنه في غياب الأمان المادي،
21:32الناس بتضطر تاخد مغامرات من النوع دا طول الوقت،
21:34علشان تلبي احتياجاتها،
21:35اللي أحيانًا بتكون استهلاكية، لكن كتير برضه بتكون أساسية.
21:39وإنه أصلًا المؤسسات المقرضة زي البنوك،
21:41أو المؤسسات الدولية، في حالة القروض اللي بتاخدها الدول يعني،
21:44بتستفيد من الوضع دا أصلًا،
21:46لأنها بترهن المدين، وتضمن ارتباطه بيها لفترة طويلة،
21:49يفضل يسد في دينه ويدفع عليه فوايد.
21:51وعشان الدين كبير، والفوايد مش بتخلص،
21:54ممكن يلاقي نفسه مضطر يستلف تاني، ... وهكذا، في دايرة عمرها ما بتخلص أبدًا.
21:58وعلى المستوى الشخصي،
21:59يحس الإنسان بالعار والخزي، من اعتماديته وفقره.
22:02لحد ما فجأة، تلاقي بلد كاملة حاسة بالعار
22:05وملايين الناس مكسوفين يبصوا في وش بعض الصبح وهما رايحين الشغل!
22:08وعلى المستوى الدولي، حياته تبقى أسوأ،
22:10بسبب خسارة الخدمات وتقليل الإنفاق العام.
22:12وعلى كل المستويات،
22:14كل ما تبقى أفقر، كل ما تكلفة الدين عليك بتكون أعلى.
22:17عشان كدا، فيه حركات سياسية كتير في العالم حاليًا
22:19بتنادي بحاجة اسمها "عدالة الدين"، أو الـDebt Justice،
22:22ومعناها إسقاط الديون عن البلاد الأفقر،
22:24أو البلاد اللي ما اختارتش إنها تتداين،
22:26وغالبًا، حكومات الدول دي أخدت قروض كبيرة من غير ما يكون للناس رأي في الموضوع دا.
22:31النتيجة، إن الدول دي بقت ملزمة تلف على المؤسسات الدولية
22:34تستلف تاني، أو تتنازل عشان القروض والفوايد،
22:37اللي هو: "أنا والله ما شحات،
22:38أنا رئيس (جيبوتي)، ومش معايا فلوس أرجع بلدي!"
22:40وكل دا في الآخر، الناس العادية هما اللي بيدفعوا تمنه.
22:43يا سلام، صديقي الإنسان، لو تنجح حركة إسقاط الديون دي
22:47مش بس في إسقاط الديون الدولية اللي على الناس الطيبة اللي زينا،
22:49لكن كمان في إسقاط الدين اللي عليا بتاعة التلاجات دا!
22:52كان ساعتها، والله العظيم،
22:54لأروّق عليك بشوية بطيخ وجبنة ساقعين
22:56من اللي قلبك يحبهم، في الحر دا.
22:57بس روّق انت كمان عليا بالـLike والـShare والكلام اللي انت عارفه دا.
23:01يعني، على رأي "شيبة": "اللي له قرش، ما بينامش."
23:04ما بالك بقى باللي عليه؟!
Browse More Related Video
تعلم اسرار الإنضباط والإلتزام فى ٣٠ دقيقة
خانتني وغدرت بيا في قلب بيتي .. التفاصيل الكاملة لـ خناقة ريم البارودي وريهام سعيد
"كيف تدير حياتك وتغيرها للأفضل" - #ياسر_الحزيمي
ماتغلطش غلطتي!! (رحلة المراهقة وأكتشاف نفسي من 16 - 25 سنة)
الديون الحلوة
حركة تجعلك أكثر هيبة وقوة وثقة وتُجبر الاخرين علي احترامك ..لا تخجل من أحد | الدكتور ياسر الحزيمي
5.0 / 5 (0 votes)
